محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية
لم يعُدِ المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط كما كان قبل أسابيع قليلة، فالتطورات المتلاحقة جعلتِ الدوحة مركزًا للأحداث، حيث تداخلت فيها السياسة مع رسائل القوة، وتقاطعتِ المصالح الدولية والإقليمية في لحظة فارقة.
مصر في قلب المعادلة
تتجه الأنظار إلى مصر بوصفها الركيزةَ الأساسيةَ في أي تفاهم أو توافق عربي، فالقاهرة تُمسك بخيوط عديدة من الملفات، بدءًا من القضية الفلسطينية، مرورًا بالوساطة بين الفصائل، وصولاً إلى التوازن مع القوى الإقليمية كتركيا وإيران.
إنّ أي توافق «مصري- قطري- سعودي» كفيل بأن يُربك الحسابات، شرط أن يتم تحييد الأطماع الجيوسياسية لكل من أنقرة وطهران، ووقف تدخلاتهما التي تُعيد المنطقة إلى دوامة الصراع.
ضربة الدوحة.. رسائل مُربكة
الضربة الجوية التي استهدفتِ الدوحة فتحت الباب أمام تساؤلات كبرى:
هل كان الهدف مجرد رسالة ردع؟ أم أنّ الأمر أكبر من ذلك ليصل إلى محاولة إعادة رسم خريطة الاصطفافات؟.
والمؤكد أنّ هذه الضربة لم تمرّ عابرًا، بل بعثت إشارات قوية لكل الأطراف: أنّ لا أحد في مأمن إذا استمرّت سياسات الاستقواء أو التحالفات المتناقضة.
مشهد معقد وانتظار حذر
العواصم العربية تترقب ما ستخرج به قمة الدوحة، فالتحديات جسيمة، والمخاطر مفتوحة على أكثر من احتمال:
إما بناء جبهة عربية متماسكة تستطيع فرض معادلة جديدة قائمة على التضامن وردع أي عدوان.
أو استمرار التشرذم، وهو ما يُتيح لقوى إقليمية غير عربية استثمار الفجوة لمصالحها الخاصة.
إنّ الوقت يضغط، وأي تأجيل للتوافق سيُدخل المنطقة في مسارات أشد خطورة.
كلمة أخيرة
المعادلة واضحة.. وحدة الموقف العربي هي الضمانة الوحيدة لردع أي تهديد، وأي تراخٍ في هذه اللحظة سيُترجَم إلى خسائر استراتيجية، فهل تنجح القاهرة والدوحة والرياض في فرض التوازن قبل أن يسبقهم الآخرون بخطوات؟.
(كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية)
اقرأ أيضًاأمين منظمة التعاون الإسلامي: نؤكد التزامنا بقرارات القمة العربية لمواجهة التحديات ودعم قطر
مصطفى بكري لـ «الحدث»: القمة الإسلامية ستتخذ قرارات حاسمة بعد الاعتداء الإسرائيلي على قطر